"صِرَاعٌ مَعَ الشِّعرِ"
كتب إبراهيم ملكوت:
عَبَاءَةُ رُوحِي تُنسَّلُ بِالْوَقْتِ والْأَزَمَاتِ
فَهَلْ رُقْعَةُ الشِّعْرِ شَافِيَةٌ كَافِيَةْ؟
وَلَوْ كَانَ شِعْرِي يُزَرْكِشُ لَوْحَةَ حُزْنِي بِفَرْحٍ
فَمَنْ سَوْفَ يُقْنِعُ بِالْفَرَحِ الْقَافِيَةْ؟
وَهَلْ سَوْفَ تَبْقَىٰ ضُلُوعُ الْمَجَازَاتِ مُعْوَجَّةً
حَيْثُ تُخْلَقُ مِنْهَا حَقِيقَتُنَا وَاهِيَةْ؟
تَخَيَّلْ لَوِ الشِّعْرُ هَرْطَقَةٌ فِي الحَيَاةِ
فَهَلْ غَاويًا تَتَمَرَّدُ أَمْ تَتَّقِي الْهَاوِيَةْ؟
تَخَيَّلْ لَوِ الْعُمْرُ صَارَعَ فِي حَلَبَاتِ الزَّمَانِ بَرَاءَةَ شِعْرِي
فَمَن يَضْرِبُ القَاضِيَة؟
تَخَيَّلْ لَوِ الدَّمْعُ يَلْعَبُ غُمَّيْضَةً
هَلْ يُخَبِّؤُنا الشِّعْرُ خَلْفَ الْقَصِيدِ وَلَوْ ثَانِيَةْ؟
وَلَوْ كَانَتِ الْعَيْنُ بَيْضَاءَ
لَكِنَّ أَحْزَانَنَا سَوَّدَتْهَا
لِمَاذَا أُنَازِعُ أَنْ لَا شِيَةْ ؟
فَأغْسِلُهَا بِالدُّمُوعِ؛ لِتَرْجِعَ بَيْضَاءَ
لَكِنَّهَا لَمْ تَشِبْ،
وَتَظَلُّ عَلَىٰ مَا هِيَهْ
وَلِمْ لَا تُشَمِّرُ هَذِي الْقَصِيدَةُ ثَوْبَ الْبَرَاءَةِ
مُذْ رَاوَدَتْنِي بِعَيْنِ الْهَوَىٰ الْغَاوِيَةْ؟
تَعِفُّ إِذَا مَا يَهُمُّ الْخَيَالُ،
فَيَسْتَبِقَانِ لِبَابِي،
فَتَخْرُجُ مِنِّي كَمَا الذَّاريَةْ
وَحَاوَلْتُ أُرضِي؛
لِتَرْجِعَ لِي،
وَلِتَدْخُلَ جَنَّةَ شِعْرِي،
وَلَكِنَّهَا لَمْ تَجِئْ رَاضِيَةْ
إبراهيم ملكوت
مجلة العربي الأدبية