"ربما"
كتبت داليا السبع :
أغنية التمني
جلست على اطراف النهار ...تنتظر ظهوره في "الكافيه" تحتضن قيثارتها، وسط انكسارات الروح وسماء الليل الغريب أخذت قيثارتها القديمة
ركنت رأسها...أزاحت خصلاتها المنسدلة على وجهها ، تنهدت شوقا للقاء
كان حبيبها المنحوت في ذاكرتها منذ هجرت وطنها في لحظة يأس تفر منها؛ من سطوة عالمها الظالم ،تتذكر تلك الشجرة القديمة في فناء منزلها القديم؛صوت جدتها الدافئ رائحة خبز أمها الشهي...فتساقطت تلك الدمعة العصية، من مقل حياتها؛ فتمازجت وعطر خدها المخملي ،بيضاء ناصعة الجبين ،ماسة في عتمة الظلام، أضواء براقة لأشخاص عديدة ثمينة ورخيصة ،متناثرة هنا وهناك ...
"دخل بإطلالته الشرقية وبنظراته الفاحصة أخذت تجوب المكان في لحظات، وكأنها عدسات كاميرا الزمن، تبحث عن ماذا وسط هذا الصخب؟!
جذبته تلك الدموع، وصوت عزف قيثارتها الخاطف للروح ... جلس أمامها وإذا بها تغني بصوتها الشجي كم كانت ساحرة انتفض الجميع من مقابر الصمت يتراقصون على سحر صوتها دون وعي وقف معهم دون إرادة، أخذ من يدها قيثارتها التي حسد التصاقها بها ،وأمسك خصرها واحتضنها ،بشدة قرب فاه من أذنها هامسا "انت أميرتي الليلة فمزقي ستائر الألم، عاهديني ان نلتقي مهما فارق بيننا الزمن، طبع علي شفاها" قبلة" كم دامت ياترى ؟!
لحظة توقفت فيها الدقائق؛ أو لم تمر، فقد تمنت ذلك ،أفاقت وعاد الصمت، لم يعد إلا صوت هطول المطر على الرصيف في الخارج وعلى أوراق أشجارها الصامتة... ابتعدت ...
أسرعت خطواتها ؛
توقفت؛ تنظر له وكأنها تقول "انت الذي كنت انتظره"
ابتسم لها.... وارتدى معطفة وبإشارة من عينيه قال "وداعا" فتح الباب ثم مضى ، وسط همهمات وضحكات هنا وهناك حديث المساء في حانة الغرباء ، ساعة لقاء يعقبها فراق، هرولت بعد دقائق ناحية الباب
: هل لازال هناك ؟!... لا فقط الضباب وسط سقوط المطر بلل رمشها فانسال على شفتيها التي ظلت تتحسسهما دون توقف متسائلة ....
كيف يكون للعهود موثق هنا ؟!في صمت مختنق، وسط سياج الأوجاع الذي لطالما نال من الأجساد دون نجاة ،
هل سنلتقي مرة اخرى ؟!
مازلت تتحسس شفتيها ،ثم ببطئ خلى من نبض الحياة
اخذت قيثارتها بين أحضانها وبدأت من جديد ..... ابتسمت قائلة ..."ربما"
"قصة قصيرة " همس الغرباء
داليا السبع
مصر
مجلة العربي الأدبية