-->
مجلة العربي الأدبية مجلة العربي الأدبية
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

أ. وفاء عبد الحفيظ.. رؤية نقدية عن المجموعة القصصية" رِيّ السّراب" - مجلة العربي الأدبية


 دراسة نقدية للمجموعة القصصية

(رِيّ السّراب)للكاتبة مرفت البربري

       

 

كتبت أ. وفاء عبد الحفيظ:


  الإهداء 

                                               ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،     

قبل أن تلج إلى العتبة الأولى العنوان نتوقف عند الإهداء الموجه { إلى كل من تبدد النور في حياتهم وأهداهم الليل أجنحة من نور القمر تزيل الوجع من جبين أيامهم وتزيح السراب عن طريقهم}

            

▪︎- أرادت الكاتبة أن تجعل من مجموعتها(رِيّ السراب ) أن تكون بمثابة شعاع ينير الطريق لأعين أظلمت لديها كل صور الأمل لأنها سُحرت بالسراب الذي كانت تعتقد من خلاله أنه سيغدق عليها من الذهب والفضة. 


العتبة الأولى العنوان { ريّ السراب }

                                  ================== 


 ▪︎- كان العنوان مناسبا لما ورد من قصص المجموعة حيث أرادت الكاتبة بهذا الاسم أن يفيق الناس من السراب الذي سكن عقولهم وظلوا بارتوائه زمناً طويلاً في الوهم الذي يجعل صاحبه يستميت بالدفاع عنه ظناً منه أنه " عصا موسى" التي ستفتح لهم الأبواب المغلقة ويتقلدون المناصب.


▪︎- ألقت الكاتبة الضوء عن معاناة المواطن الاجتماعيةوالنفسية والاقتصادية.


▪︎- تعددت صور بعض القضايا في أكثر من قصة نتيجة لإلحاح الكاتبة عليها حيث انها أظهرت ما تعانيه المرأة في حياتها الخاصة وما يقع من ظلم عليها وعلى أسرتها.

■ اللغة عند الكاتبة:

                                                ========== 

رأيت جمالًا أخاذًا نراها في رقة وانسياب، عذوبة وقوة مفردات وصور لابد أن نقدم لها التحية لروعة لغتها التي تقول: - أنا مرفت البربري وهذه لغتي لغة التمييز.


■ القصة الأولى التي استهلت بها الكاتبة مجموعتها القصصية " ريّ السراب " المعنونة باسم المجموعة التي هي " درة العمل " رسمت الكاتبة بصور رمزية متعددة إلى من يعتلون الحكم أو تأخذهم أحلام اليقظة بأن في متناول الشخص صاحب الرصيد السابق من السطوة الموشحة بالقوة والدم من الأجداد ( رمز السيف) الذي عُرف في الأزمنة السابقة عند السلاطين والملوك ( بالسياف) رمز القتل والبتر لمن أشار بإبهامه أو شق عصا الطاعة أن يبلغ سدة الحكم نتيجة الوهم القابع بالنفس.


▪︎- جاءت قصص الجدة على لسان البطل التي تمثل لها الأحلام التي يعيشها الأجداد ويتمنون أن تتحقق وكأن وهم السراب سيكون حقيقة.


▪︎- جاءت صورة ( الغولة التي أرادتها الكاتبة بمن بيدهم الجبروت الذي يوجهونه نحو الضعفاء بجمل معسولة يزينون لهم انهم من سلالة العظماء والقوة فيسخرونهم وفق مصلحتهم ثم ينقضون عليهم باءزاحتهم عن طريقهم.


▪︎- أشارت القصة برمزيتها للإخوان عندما اعتلوا الحكم وتخيلوا انهم خالدون فيه.


▪︎- الجملة الأخيرة التي زيلت بها القصة [يا غولة عينك حمرا ]


هذه العبارة تعكس مدى الخوف والضعف الذي يصيب الإنسان عندما يدرك من يغتصب أرضه أو عرضه والخوف يلجمه فلا يستطيع أن يوجه إليه أصابع الاتهام.  


■ قصة الحرية

                                       ===============

ألقت الكاتبة بجرس الإنذار الذي أشعل الثورات ولكن دون جدوى كل أحلام الشباب عن المستقبل المنشود باتت وهما يتفيأ ظلاله أمل خافت أوشك أن يغيب بلا عودة ، حين تحلم الشعوب بحريتها بعيدا عن سطوة الجلاد التي تقتل الأماني الخضراء في خيال أطفالنا جميعا، لكن بلا طائل، عبرت الكاتبة عن يأسها بتشبيه الحرية بعجوز كسيحة كان مصيرها الوأد. 


■ قصة الملاذ

                                       ==============

 تصرخ الكاتبة بدعوة للتحشم وليس هذا فحسب بل يكون نابعا من القلب ، تسلط الضوء على الفتيات المتبرجات اللاتي يخرجن بزينة صارخة وملابس كاشفة وليست ساترة وهذا يجعلها نداءً للتحرش .


▪︎- قد نوهت لجرائم القتل الصارخة للفتيات ولكن من بعيد حيث أقرت أن الجرائم بسبب التبرج وأنا لا اتفق معها ولست في ذلك .


▪︎- حيث أن جرائم القتل ليس مفادها التبرج إنما لكل جريمة كان وراءها أسباب مختلفة لدى الشباب.


■ قصة دماء باسمة

                                            ============= 

أبرزت الكاتبة في هذه القصة عن جدلية الموروثات الراسخة من أنّ المرأة ليس لها إلا البيت وحماية الرجل وأنها خُلقت لتخدم زوجها لترضيه وهذا جزاء صك الجنة والغفران.


•- رغم التحضر الذي يظهر جليا إلا أنّ مازالت الموروثات والعادات والتقاليد أشد ضراوة من السياط (دماء باسمة ) أوضحت خبث الرجل وشهواته الماجنة ، جعلت باسمة مثال الشرف والنضوج العقلي ( ذبيحة يشار إليها بالبنان) جعلتها الكاتبة دماء باسمة لتحمل معنى طهارتها في النهاية ونصرها.

■ قصة صلصال:

                                                       ========

عرجت الكاتبة على قضايا الفن والأدب التي تقدم اعمالا هزلية خالية من الخلطة السحرية، فهي تعج بالغثًِ وأفصحت عن ما يعانيه الوسط الأدبي بمايموج فيه من تدنٍ لأعمالٍ تقدم للسينما والتلفاز تروج لأفكار قضت على الأخضر واليابس وسط صهيل وجموح الخيل براكبها الذي أودع لجامها في يد من يجزل له العطاء ، و تعرت حقيقة من يدعون الموهبة وهي مازالت في طور البذور لم تلامسها المياه بعد ، هم بذلك يقضون على الهوية والتاريخ والهدف حصيلة الإيراد.

■ قصة اغتراب: 

                                                ==========

عادت الكاتبة تلح على الاحتشام والتحرش وكأنها بهذه القصة تباينت في رأيها حيث أكدت في قصة (الملاذ) عن التبرج سببا في التحرش وهنا اثبتت بالدليل أن ذلك خطأ حيث أظهرت أن المنتقبة قاموا بالتحرش بها.

نقول : أن التحرش بات لكل امرأة عارية أو مستورة مما ينم عن كارثة في وقتنا الراهن. 


■ قصة حلم ايزا دورا :

                                    ===============

رأيت أن هذه القصة لا تتسم مع سائر القصص حيث أنها لها مزاق خاص.

وتعود بنا لزمن الفراعنة، الحقيقة تدل على أن الكاتبة تشيد بصقلها لما تحتويه جعبتها من كنوز ثقافية تريد أن توردها إلينا وقد تفوقت. 

جعلتني أعود لقصة سيدنا يوسف حيث قصة عشق الملك حابي ستي ومعشوقته بترشيت كأني تذكرت عشق ذليخة لسيدنا يوسف رغم الاختلاف.

■- قصة حسرة:

                                             ===========

أشارت الكاتبة إلى كل صور البؤس والأسى من جراء " وباء الكورونا " 

الجدير بالذكر التباين الواضح في العلاقات الإنسانية التي باتت كالأشواك التي يكتوي بها لامسوها.


■:- قصة قوس الألم الأزرق:- 

                                 ===============

قصة حزينة مؤلمة تشرح مدى آلام المريض المبرحة وتعاطف الابنة نحو والدتها وبخاصة عندما ينخر الألم في أجساد المتألمين فلا يتركهم إلا بإخمادهم إلى الأبد.

■:- قصة فداء :- 

                                                =========

تذكر أن شابا ضحى بنفسه لينقذ أمه وعاشت بحسرتها لفقده .

الحقيقة لو تحدثنا عن دقة الوصف سنقول الكثير ولو ذكرنا اللغة بدقتها سنقف ونقدم التحية للكاتبة التي جعلتنا نتعايش معها في كل حرف، وذلك مفاده قمة الإحساس الذي يسيطر عليها أثناء عملية الإبداع تتقمص الشخصية وتجعلها لصيقة الصلة بها.


■:- قصة هدر

                                               ==========

تلح الكاتبة عن قضية عقوق الأبناء في أكثر من قصة وقد تتشابه القصص لأنها التيمة الأساسية فيها.

وكأن صنيع الأباءنحو فلذات الأكباد ولى هباء منثورا.


■:- قصة السر:- 

                                               =========

 قضية الفتاة التي ليست هويتها لتعيش بها كأنثى بل كونها ذكرا لا تستطيع أن تفصح عن ذلك في مجتمعنا الشرقي صاحب القيل والقال.

■:- قصة موعد

                                               ==========

أثارت الكاتبة شجون النفس التي لا محالة تعيش الثّكل والغربة معا لأب يمزقه الفراق وأمله أن يرى أولاده حيث الحروب في لبنان الشقيق مما حال بينه وبينهم.

■ قصة عشوائي

                                            =========== 

تتحدث القصة عن ما وصل إليه التطور التكنولوجي في علم الإلكترونيات التي جعلتنا نعيش أشبه بآلات مرقمة ومبرمجة تصير حياتنا حاسبات آلية ، ويتهكمون على الأجداد وعالمهم منبع النظام والعقل. 


■ قصة وثاق :- 

                                                 ==========

بدأت القصة بضمير المتكلم ثم فجأة بضمير المخاطب وكأننا الجمهور الذي تتحدث إليه فنتشارك معها في رأيها في حياتها حيث ان تقنية تعدد الضمائر يثري النص ويجعل القارئ على طاولة النقاش مع الكاتب.


■ قصة ملاك حزين:- 

                                           ============ 

تشير القصة إل قضية الجحود والنكران في زمن الكورونا وقد أشارت له في قصص سابقة وهذا يدل عل أنها استشرت بقوة.

■صعود إلى أسفل الدرج

                                         ==============

 اشارت بتكرار قضية الخيانة الزوجية التي يؤول إليها دمار الأسر بسبب تعددها فينتج عنه تصدع علاقات النفس البشرية التي تحرق الأخضر واليابس.

■قصة بورتريه

                                                  ==========

التكرار على قضية العقوق من قبل الأبناء وفلذات الأكباد وقد صورته الكاتبة في أكثر من قصة.

وكأننا انجبنا وحوشا لا نعرف خصالها.

■ قصة عرس

                                                  ==========

فكر و اعتلاء القيادة في مجالس النواب وكل دائرة فقد نوهت إلى من يعتلي المنصب ليس من يقاوم الفساد إنما من يقوم بإبتزاز الموظفين ولايراعي حق الفقير وكأنه وحش جائع يلتهم الفقير قبل الغني.

■قصة رسالة

                                                  ==========

في هذه القصة جعلت الكاتبة بطلة قصتها شجرة لما لها من عظيم الأثر من النماء والظل وهي الملجأ الآمن من الشرور حين احتضنت الطفل واحتفظ برسالته حين وفاته من يجدها من المسؤولين يذهب لوالدته ويعطيه الدواء اثناء الحرب العالمية.


■ في النهاية أضاءت الكاتبة بحروفها الوضاءة لما يئن تحته المواطن والمرأة من قضايا في صميم حياته تؤرق الكاتبة .

أ. وفاء عبد الحفيظ 

جمهورية مصر العربية 

   مجلة العربي الأدبية 

أ. وفاء عبد الحفيظ .. رؤية نقدية عن المجموعة القصصية " رِيّ السّراب "



.

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

مجلة العربي الأدبية

2022