شاعر في سطور عن الأستاذ محمد الصهبي
كتب أ. محمد الدليمي :
الأستاذ الشاعر الكبير عباس الصهبي ، عاش كفاحاً طويلًا في الكتابة والصحافة والترجمة، لتزويد المجتمع بفكر تنويري يفتح له الآفاق في سبل العيش بسلام واطمئنان ، الشاعر هو من الشخصيات الراقية ثقافيا وموسوعيا في الأدب العربي . يقول الشعر العامودي الفصيح ببراعة طبعا وصناعة ، فهو من القراء المتميزين على الساحة الأدب وأثر ثقافته واقع على جميع من يكون قريب منه ، فهو شخصية اجتماعية معروفة لدى المجتمع المصري بشكل خاص وشخصية عامة على مستوى الوطن العربي ، لم ينكر ثقافته ومعلوماته على منتج الشعر العربي . يحب العروبة مخلصا للأصالة العربية ، وقد اشتهرت هذه الخاصية على الشعب المصري العظيم ، وكذلك عرف عنه بكتابة الشعر في جميع ما يحصل من قضايا سياسية أو اجتماعية لدى جميع دول العرب ؛ مشاعره جياشة يفرح لفرح العروبة ويصيب بالكدر في المصائب التي تصيب العروبة ، فهو إنسان عروبي من طراز خاص ؛ يكتب في جميع اغراض الشعر العربي ويستخدم المعجم وصنعته التي يتقنها لأنتاج الشعر ، ومن المعروف عنه ينقح شعره حتى ينضج ويظهره على الساحة الأدبية بأروع حلته ، ولفضيلته قصيدة ( أمي ) من أروع ما كتبه شعراءنا عن الأم بقمة روعتها وحنانها وأصالتها ، فكانت قصيدة مؤثرة جدا بل تتساقط الدموع من خشوعها وأحساسها ، وهنا وقفة لقصيدته الأخيرة وقد برع بمعجمها وقواعد الشعر العربي الأصيل وقد كانت في غاية الروعة والنبل والوفاء والمحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ؛ وكانت تمثل نهج المحب وعراقة الأتباع لذلك المنهج العريق ، وقد انتقل فيها عدة انتقالات من استعمال اغراض الشعر فيها ، وهذا اسلوب عربي رصين يتمثل لعظمة من تقال فيه القصيدة ، فكانت قصيدة نهج نهج البردة من أعظم ما اطلعت عليه عيني في عصرنا الحالي متباركة في تلك الكلمات العظيمة في حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءت على قدر كبير في حب الرسول وعظمته .
الشاعر استغل عمره بكامل قوته في حب العربية والدفاع عنها وكتب فيها الكثير من القصائد ، لينير عقول الناس في حبها ؛ وكذلك لدفاع عنها ضد الهجمة الشرسة من قبل الغرب على لغتنا المباركة ، فكان من المدافعين الحقيقين حتى إذا التقى بأديب وصاه بحب العربية ؛ وهذه هي عظمة العروبة التي تنتجه في الفكر الأصيل .
ومن المهام التي عمل بها فكانت وظيفته الأساسية العمل في الصحافة جريدة الأخبار ، وكذلك يعمل مدير لمكتب تايم نيوز اوربا الناطق بالعربي ، فجعل من هذين المركزين لنشر الفكر التنويري والدفاع عن العربية وحقوقها الإنسانية .
المقال الواحد لا يكفي لتحدث عن شخصية راقية كشخصية الشاعر الناقد الكبير عباس الصهبي ولكن اختصرنا نموذجا لحياته وعمله ليكون للأدباء المنارة الكبيرة لأنارة آفاق العقول، والدفاع عن العروبة والأدب . ادعو الله سبحانه أن يشفيه ويرده إلينا سالما غانما ويجعل أيام مرضه ايام جهادا في سبيله لما يقدمه للأدب العربي من كفاح واجتهاد .
أ. محمد الدليمي
العراق
مجلة العربي الأدبية