رؤية قارئ الأدب ونظرته للحياة
كتبت أ. إيمان السعيد الشربيني :
واحدة من النتائج حتمية الوصول- لأي شخص صادق- و طالما انت قارئ ومنشغل بالأدب
هي انك تغير نظرتك للأشياء وتعيد ترتيب حكمك علي الآخرين بعد الاطلاع علي دوافع النفس البشرية والمرور علي الأسباب والنتائج او ربما تذهب بك الواقعية أنك لا تحكم مطلقا علي الناس..
فقط لو وضعت نفسك مكان فلان أو فلان ورأيت الدوافع الحقيقية خلف أفعالهم الخرقاء أو تصرفاتهم المخالفة للقانون أو حتي ارتكابهم للجرائم
لو كنت مررت مرور الكرام علي الادب والقراءة ولم تصل لهذه النتيجة فحتما لايد أن تُعيد نظرتك للقراءة
إن لم تغيرك دوافع و أسباب الناس لتصرفاتهم فأنت لست إنساناً كاملاً إن لم تلتمس العذر لشخوص الرواية أولا ثم للأشخاص الحقيقيين و الإعتباريين
فأنت لم تصل بعد.
القارئ العاشق لأدب زفايغ مثلاً حتما سيجد دوافع و مبررات لارتكاب الحماقات أو الاخلاق السيئة أو التصرفات خارج الصندوق المخالفة للمعايير المجتمعية الخاصة بكل مجتمع ولأن طبعا الاخلاق متغيرة من مجتمع لآخر ومن نفس المجتمع من 100سنة سابقة والمجتمع نفسه بعد الـ 100سنة دي
في رواية أربعة وعشرون ساعة من حياة امرأة
أو أن كنت من عشاق دوستويفسكي ستري في رواية الليالي البيضاء دافع قوية لارتكاب الحب من طرف البطل ناحية البطلة مع انها منذ البداية بتقوله أنها منتظره حبيبها
في رواية قلوب تحترق يصور الكاتب معاناة الإنسان من حمل ذنب انسان آخر وتصوير الشعور بالذنب كان حتي يتلبس بالمرء ولا يدع له لحظة يهنأ فيها ببال مرتاح.
في رواية لاعب الشطرنج كان يقول عن بطل الرواية الجاهل الاحمق بطل العالم في الشطرنج: لقد كان جهله عليماً بكل شئ
( التصرف الأخرق خلفه بيئة خرقاء ومجتمع متدني) والعكس صحيح
حتمية الوصول- للنتيجة دي هتغير مفاهيم كتيرة اوي عند الناس ومن الآخر هتوصلنا للتعايش السلمي وقبول الناس بكل أشكالها
خصوصا إننا لسنا ملائكه ماشيين علي الأرض .
توقف عن إطلاق الأحكام...
أ. إيمان السعيد الشربيني
جمهورية مصر العربية
مجلة العربي الأدبية