نص ( الضَّحِيَّةُ )
قصيدة على بحر الكامل
كتب أ. عصام كمال :
بَانَتْ لَهُ مِنْ عُمْقِ عٌشْبٍ وَارِفٍ ..... وَ الحُسْنُ فِي زَهْوٍ ، وَ كِبرٍ يُطْرِبُ
فِيِهَا الشَّبَابُ رَبِيْعُهُ مُتَوَرِّدٌ ..... ثَمَرُ المُرُوجِ ، وَ كُلُّ عُودٍ طَيِّبُ
عَينَانِ مُشْرِقَتَانِ فِي عَينِ الضُّحَى ..... أَسْمَى بَهَاءً فِي العُيُونِ وَ أَعْجَبُ
شَقرَاءُ فِي الْأَدغَالِ طَاغٍ سِحْرُهَا ..... عَذْرَاءُ عِندَ خَمِيلَةٍ تَتَخَضَّبُ
تَهفُو القُلُوبُ لَهَا ، وَ تَرجُو وَصْلَهَا ..... وَ اْلأَرضُ تَعْرِفُهَا ، وَ وَادٍ أَرْحَبُ
وَ المَاءُ تَشرَبُهُ فَيُصْبِحُ عَسْجَدًا ..... تَخْتَالُ وَ الْخُيَلَاءُ فِيهَا أَعْذَبُ
( ذِئبٌ ) يَجُولُ وَرَاءَها مُتَلَصِّصًا ..... يَرنُو إِلَيهَا ، وَ الخَمَائِلُ تَحْجُبُ
اخْتَارَهَا مِنْ بَينِ أَلفٍ مِثلِهَا. و....... وَ كَأنَّهَا أَمَلُ الحَيَاةِ ، وَ يُرْغَبُ.
حَتّى اغْتَلَتْ بِدِمَائِهِ شَهَوَاتُهُ ..... وَجَرَى بِعَزمٍ كَالقَضَاءِ ـ فَتَهْرَبُ
وَعَدَا إِلَيْهَا مُسْرِعًا ، متُخَطِّيًا ..... كُلَّ الصِّعَابِ وَ خَوفُهَا يَتَعَقَّبُ
دَمعُ الْعذَابِ أَمِ الفِرَاقِ رَوَى الرُّبَا ..... غَوثٌ يَضِيْعُ ، وَ لَا حَبِيبٌ يَقْرُبُ
شَقَّتْ مَجاَهِلَ حَولَهَا ، فَتَعَثَّرَتْ ..... نَظَرَاتُهَا مِنْ مَوتِ دَانٍ تَغْرُبُ
يَقضِي عَلَيهَا الغَدرُ وَهْيَ بَرِيْئَةٌ ..... نَهَمًا لِيَفْجُرَ ، وَ الحَقِيقَةُ تَندُبُ
أَينَ الرِّفَاقُ ، وَ أينَ بَعْضٌ مِنْ وَفَا ..... وَ يَدُ المَناَيَا ، وَ القَضَا تَتَعجَّبُ
وَ تَقَرَّقُوا دُونَ الصُّمُودِ أَوِ الفِدَا ..... وَكَمَا السَّحَابُ العَارِضُ الْمُتَشَّعِبُ
تَحْنِي الحَقَائِقُ لِلْجُنُونِ رُؤوسَهَا ..... بَعْضُ الثَّوَابِتِ فِي الحَيَاةِ تَقَلُّبُ
وَ دَمٌ كَنَهْرٍ ، وَ الوُجُودُ مُصَفِّقٌ ..... وَ الْكُلُّ مِنْ دَمْعِ الْأَسَى يَتَطَيبُ
هِيَ نَشوَةُ الْأَشرَارِ حِينَ تَسَلًّطٍ ..... دَرْبُ الخَدِيعَةِ و الردى تَتَرَقَّبُ
وَ كَأَنَّمَا بَينَ الفَنَا وَ بَقَائِهِمْ ..... وَعدٌ بَغِيْضٌ لِلْخَلِيقَةِ مُذْئَبُ
وَإِذَا انْتَهَى الحُبُّ الَّذِي أَروَى الَدُّنَا ..... فَالمَوتُ فِي عَيْنِ الضَّحيَّةِ أَعْذَبُ
أ. عصام كمال
مجلة العربي الأدبية