اِلْتَقَيْتُ بِعَيْنَيْكَ ، فَحَدَثَ الْكُسُوفْ !
كتبت أ. ماريا غازي :
أَجْمَل الْحُرُوفْ
حَرْفٌ تَغَنَّى بِاسْمِك
و الْقَلْب شُعُور مَلْهُوفْ
إذ رَقْصَ عَلَى قَافِيَةِ الْوَلَه
يَا نِعْمَة الْحُبِّ ، يَا مُنْيَة الْفُؤَاد الشَّغوفْ
قَد رَنَّتْ إلَيْك الْجَوَارِح
فَكُلِي حَنَانٌ و فِعْلٌ عَطُوفْ
أَقْسَمْتُ قَبْلَك ، أَنْ لَا حُبَّ . . .
لَكِن أَتَانِي طيفك فِي لَيْلٍ غَيْرَ مَأْلُوفْ
طَافَ بِي سَبْعًا ، و قَدَّ قَلْبِي عَمْدًا
ثُمّ لَمْلَم جِرَاحًا ظَلَّتْ بِي دَهْرًا تَطُوفْ
كَيْف أَصِف شُعُورِي مَعَك
شُعُورٌ خَاطِفٌ و مَخْطُوفْ
أ أَنَا الْوَاقِعَةُ فِي الْهَوَى وَحْدِي ؟
أَمْ كلانا وَاقِعٌ . . . فِي نِهَايَات طَرِيقٍ غَيْرِ مَعْرُوفْ
مَا شَهِدْنَا عَلَيْه بِدَلَالَاتٍ و لَا آثَارٍ !
مَا سَمِعْنَا فَقَط ، إلَّا صُرَاخًا و مَا رَأَيْنَا إلّا قَمَرًا خَسُوفْ !
تِلْك اَهَاتُ الْعُشَّاق يَا حَبِيبِي
و نَحْن هَا هُنَا فِي بِلَادِ الْعُجْب ... فَأُفٍ و اُووفْ
مَا أجْمِلَ الْهَوَى قَيْدُ صَبَابَةٍ !
و مُهْجَتِي طَيْر حُرٌّ ، لَهُوفْ
مَا أَنَا بداخلتها أقْفَاص الشَّوْق
قلتلها قَبْلَ أَنْ ألتَّقِيَّ بِعَيْنَيْك ، لَكِنِّي حِين اِلْتَقَيْتُهَا ، حَدَثَ الْكُسُوفْ !
يَا إِلَهِي ....كَيْف تَحْمِلُنِي كَلِمَاتُك ؟
دُون بِسَاط رِيحٍ ، تَجُوبُ بِي سماءاتٍ بِلَا سُقُوفْ !
بَرَاحُهَا سُحُبُ صِدْقٍ نَقِيَّة
و الرَّذاذ فِيهَا يُقْسِمُ بِشَفَقٍ قَادِمٍ بِلَا عُصُوفْ
تَقُولُ إنّي مِنْ عَهْدِ الْأَحْلَام جِئْتُكَ
مَنْ ذَا الَّذِي بِزَرْع أَحْلاَمِي ، أَنْبَتَك فُؤَادًا عَطُوفْ ؟
عَرَضْتُ قَبْلَك خَدِّي ، وَرْدِيٌّ وَجْنَاتُهُ
صفعني الزَّمَن
فَأَعْرَضْتُ عَنْ ذِكْرٍ فِيهِ هَوًى، و صَعَرْتُ قَلْبِي
أَتَيْتَ يَا قَلْبِي ، بِقَلْبِي مِنْ كُلِّ مَوْضِعِ تَوَاضُعٍ ، طِيبٌ و رُجُولَة خَيْر الضُّيوفْ !
أَلَنْتَ الْحَدِيدَ و بَعَثَت بِي عُمْرًا جَدِيدًا ، فاستقرت حياتي هُدْنَة بِلَا قِتَال و لَا سُيُوفْ !
بِكَلِمَاتٍ لَيْسَت كالكلمات ، مِنْك طُفْت بِي عَلَى موانيء الْأَمَان
فَصَالَحْتُ أَيَّامِي بِلَمْسَة حانية مِنْكَ، وَ وَدَعْتُ الْغَرَق و أشباح الْمَوْج و كُلَّ الطُّيُوفْ
الَّتِي قادتني يَوْمًا إلَى غَيْرِ أحضانك
اِنْقَشَعَت ضُبُبِي و بَات قَدْرِي بِعَيْنَيْك سِرًّا مَكْشُوفْ
حُبُّك يَا غَائِرَ الْعَيْنَيْنِ
عَهْدٌ أَنْبَت الصِّبَا فِي حَنَايَا طِفْلِة ، تلَبَسَتْهَا قَبْلَكَ بِالْوَعِيد كُلّ الظُّرُوفْ
أَتَيْتَ ، صالحتها عَلَى عَهْدِ الصِّبَا مِنْ جَدِيدٍ
طِفْلَتُكَ الْيَوْم تَزْهُو ، تَجْمَع خَيْرَاتِ صِدْقِك لَذِيذَ قَطُوفْ
مَا أَتَيْتُكَ مِنَ الْأَحْلَام يَا حَبِيبَ قَلْبِي لَا تَدَعْهَا تبعدك الْأَوْهَام
أَتَيْتُ مِنْ جُرْحٍ بِي وَ بِك ، أَتَيْتُ أَتَطَبَّبُ كَطَيْرٍ فُرِّقَتْ جناحاته عَلَى عِدَّةِ كُهوفْ
جُمِعَتْ بِفَضْل هَوَاك ، و السّنَاء مِنْك شَذَاكَ
جَمَعْتَ رِيشَه ، رِيشَةً رِيشَةً و مَاقُلْتَ فَإِذَا حَدِيثُكَ النُّسُوفْ !
ثُمَّ أَطْلَقْتَ سَرَاحَه فَطَار و عَاد
دَائِمًا . . . تَعُودُ إلَى أعشاشها الأطْيَارُ الهَنُوفْ
اِلْتَقَيْتُ بِعَيْنَيْكَ ، فَحَدَثَ الْكُسُوفْ !
2022/11/04
أ. ماريا غازي
الجزائر
مجلة العربي الأدبية