-->
مجلة العربي الأدبية مجلة العربي الأدبية
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

أ. ماريا غازي .. نص " وردة" - مجلة العربي الأدبية



" وَرْدَّة...! "



كتبت أ. ماريا غازي :

وِلَادَةٌ ؛ 

كَانَت وَرْدَّة ، 

مِنْ رَحِمَ مُعَانَاة 


بُعْدٌ ؛ 

عَايَشَتِ الْيُتْمَ قَبْل الفَطْم 

حَظِيَت بِأَعْظَمِ أَبٍ 


وَاقِعٌ ؛ 

فَاقِد الشَّيْء 

أَسْخَى مَنْ يُعْطِيهِ بِلَا حِرْمَان 


اِحْتِوَاء ؛ 

حاوطته الْقُوَّة 

أَثْمَر حَنَانًا 


شَغَفٌ ؛ 

يَسْقِي حُبَّ تَعَلُمٍ 

و يُقَلِبُ أَرَاضِي الْإِصْرَار 


أَحْلَامٌ ؛ 

تُرَاوِد اللَّيْل 

لَيْلَى ، لَا قَيْسَ غَيْر النَّجَاح لَهَا ! 


دَعْمٌ ؛ 

تَجَنَّد بِهِ الصّبَا 

ظَلَّت ذَخِيرَتِه مشتعلة 


حِسٌ عَظِيمٌ ؛ 

عَزَف عَلَى شَتَّى الْفُنُون 

إِحْساسا عَلَى أَوْتَار الْجَمَال 


اجْتِهَادٌ ؛ 

الزَّارِع وَاجِدٌ 

و مَنْ قَدَّمَ دَائِمًا بِإِذْنِ رَبِّهِ آخِذُ 


تَحْصِيلٌ ؛ 

اِقْتَنَص الظَّفَرَ 

ببندقية السَّهَر 


اِقْتِرَاحٌ ، 

قَدَمَ انبهاره 

و كَتَم شَرّ إسْرَارِهِ 


قَبُولٌ ، 

بِلَا حُبٍّ . . . 

ربما يولد الحب بعد الْحَيَاة ! 


تَعَثَّرٌ ؛ 

وَقَعَ فِي زَيْف سُكُون الْحَبْل 

الْأَقَارِبُ لَا مِثْلَ الْعَقَارِب ، بَل أَفاعِي . . ! 


صَدْمَةٌ ؛ 

ضَرْبَة و خَيْبَة 

عِشْرَةٌ بَاتَت كِذْبَة 


تَعَافِي ؛ 

تَوَرَّم بِفِعْل الْكِتْمَان 

نَزَفَ دُونَ أَنْ يُرَى ! 


طَاقَةٌ ؛ 

لَا عَلَيْك إنَّهَا الْحَيَاة 

تَعَايَشَ مُجَدَّدًا و تَجَاوَزََ مَا فَاتَ 


تَصَالُحٌ مَعَ النَّفْسِ ؛ 

طِيبٌ قد فَهِمَ الدَّرْس 

و مَا اسْتَطَاعَ رَدّ صَفْعَة الْمُدَرِّس ! 


وَظِيفَة محببة ؛ 

تُقَدِّمُ مَعْرِفَةً 

و تَأْخُذ حُبًّا و حَنَانًا أفْخَمُ مِنْ أَيِّ خُبْزِ و أَهَمُ ! 


فَيْض عَطَاء ؛ 

شِعْرٌ و شُعُور 

مُوسِيقَى تَعْزِف و تُغَنِّي فِي صَمْت بَيْن نوطات السُّطُور ! 


تَعَارف خَاصٌّ ؛

لَمْ يَكُنْ مُخَطَّطًا 

إلَّا مِنْ طَرَفِ الْمُخَطِّطِ ! 


مَشَاعِر ؛ 

عَاشَت فِي الظَّلَامِ 

مَاتَت بِالِانْتِظَار و كَأَنَّهَا خَطِيئَة ! 


فِرَاق ؛ 

عَظِيمٌ الْآبَاء . . . رَحَلْ 

و خَلَفَ قَلْبًا لَازَال إلَى أَرَاضِيِ النِّسْيَانِ مَا وَصَلْ ! 


وِحْدَة ؛ 

تَطَلَّعَتْ بِأَكْثَرَ مِنْ قَشَّة 

غَرِقَت عَلَى بَرِّ الصَّمْت 


وَعُود مَكْتُوبَة ؛ 

صَدَقَتْهَا 

بَاتَتْ عَاشِقَةً مَحْبُوبَةً ! 


تَمَلُكٌ ؛ 

رَكَنَتْ إلَى ضِلْعِهِ 

اِسْتَقْوَى عَلَيْهَا بِاسْمٍ الْحُبّ

 

انْتِظَار ؛ 

سَ و سَوْفَ . . . 

يَأْتِي يَوْمَ لِقَاء ، شُرُوط هَذَا اللِّقَاء بعديد السَّنَوَات لَمْ تَسْتَوْفِ ؟ 


تَصَادَم ؛ 

روحٌ و جَسَد 

خُذ كُلِّ شَيْءٍ ، و أَعْطِنِي لَا شَيْءَ ! 


نَفْس الأُغْنِيَة ؛ 

هَذَا العَزْف مَأْلُوفٌ 

إذَا ، فلنتأهب سمْفُونِيَّة الدَّرْس تُعَاد بصخب ! 


خَيْبَة أَمَل ؛ 

مَاتَت أَمَل 

و مَات مَعَهَا كُلَّ فِعْلٍ فِي تِلْكَ السَّنَوَات عمِل ! 


رَفَض ؛ 

لَن أَعِيش فِي جِلْبَاب الْكَسْرَة 

تَصْرُخ بِالْفِرَاق امْرَأَة حُرَّة ! 


تَمَعَّن ؛ 

تَأَمل فِي الْقَضَاءِ 

وَجَدَه قَدرًا و قَدرهَا الْبَقَاء ! 


حُرِّيَّة ؛ 

أَنْت طَيْر 

و قَفَص مُظْلِم لَنْ يَأْتِيَ مِنْهُ الْخَيْرُ ! 


اسْتِغْنَاء و اكْتِفَاء ، 

رَبّ الْعَبْدِ 

لَا سَنَدَ لِلْعَبْد سِوَاك 


الْعَقْلُ فَقَطْ ؛ 

مَع الْمُتَحَجِّرَة قُلُوبِهِم و الْإِنْكَار 

و إنَّ من الْحَجَرِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ الْأَنْهَار ! 


لَا جُرُوحٌ ؛ 

تباد جَمِيع التطلعات 

و راحَةَ البالِ عَلَى نَوَاصِي السفوح 


سَفَر ؛ 

فَتْح أَفَاق الصَّبْر 

تَطْلُع لِغَد مُشْرِق بِلَا سَنَدٍ 


تَعب ؛ 

وحْدَة توسدت الْخَوْف 

و رَسَخَت بِه جَمِيل الْأَثَر خَطَّى ثَابِتَةٌ 


حَلَقَات ؛ 

اسْتَحْكَمَت عقدهَا 

فكتها رَحمَة اللَّهُ بَعْدَ عَسُر 


نَجَاح مبهر ؛ 

أَيْنَمَا وَجه نِيَّتُه و نَظَره 

نَالَ مَا يَسُرُّهُ 


عزّة و مَكَانَة ؛ 

تَسْخِير و عِوَض مُرِيحٌ عَمَّا كَانَ 

زَمَن رُبَّمَا نَدِم ، رُبَّمَا . . . ! 


اِبْتِسَامَةٌ ؛ 

تَشُقّ الْأَيَّام 

اللَّه ، مَا أُجْمِلَ التَّصَالُح مَع تِلْكُم الْأَيَّام 


يَقِين ؛ 

طيبَة الْقَلْب لَيْسَتْ عَيْبًا 

هَيَّا نُسَامِح بِلَا تَبْرير و لَا تَفْسِير


عُنْفُوَان مُعْتَدّ ؛ 

بِقَدْر الْعَطَاء 

كَافِر بِالْأَسْبَابِ الّتِي تُدْفَعُ للجحود 


حُبًّا و كَرَامَة ؛ 

شُكْرًا لِكُلِّ مَا مَضَى 

لَوْلَا الدّمْعَ مَا كَانَ نِصَاب الْفَرَح قَد وَفَاه و انْقَضَى 


خَطَأٌ ؛ 

فلنعد قَلِيلًا إلَى الْوَرَاءِ ، الْعَقْلُ فَقَطْ لَا يَسْتَطِيعُ 

الْقَلْب شَامِخ رَغم الْجَفَاء 


إيمَانٌ ، 

سَامَح الَّذِي كَانَ 

و ظَفِر بِالرِّضَا مَوْطِنًا بَل أَجْمَل الْأَوْطَان 


عِنْد ، 

يَضْحَك رَافِعًا صَوْتَهُ و يَصُدّ الظُّنُون 

فلتمت الذِّكْرَيَات بَاق أَنَا بِلَا شُجون

 

وِلَادَة بَعْدَ مَوْتِ ؛ 

كَانَت وَرَدَّه 

أَصْبَحْت بُسْتَان وُرُود يُوَزَّع الْحبّ بِلَا مُقَابِلٍ كَرَامَة لِوَجْهِ اللَّهِ 


عِطْر الشذى ، 

سِحْرٌ الْخَالِق 

يَضَع الْقُوَّةِ فِي مَوَاطِنَ الضّعْف المكبوت 


لِلَّه نَحْن ؛ 

و ماكان و مَا هُوَ آت 

و نحسبه هَيِّنًا و هُوَ عِنْدَهُ لَا يَهُون


وَرْدَّة..!

أ. ماريا غازي 

الجزائر 

   مجلة العربي الأدبية 

أ. ماريا غازي .. نص " وردة "




التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

مجلة العربي الأدبية

2022