قصيدة . . "عسل الأفعي"
كتب أ. أبو المجد الجمال :
عربدت في الأفق فإنكشف هواها
كانت أفعي تلدغ كل من يهواها
. . .
توارت غدرا وخداعا وراء نقاب هواها
لتخفي قبحا وعوارا وماكان يطاردها من عار هواها
. . .
كانت شيطانا في ثوب أسود تفزع من يراها
تخرج السم من بين أنيابها لتدسه في لحم ضحاياها
. . .
كانت طويلة القامة تفضح خطواتها سر مكرها وداهها
كانت جلدا علي عظم في قوام تلفه علي من أكرمها ورعاها
. . .
مزقت ثوب العفة بعد أن كانت ترتديه خداعا لهواها
لم تجد إلا ضناها لتسقيهم من كأس جناها
. . .
ضربت في الودع المخامل فطفق في طوقها غلا في سراها
كانت تطلق لمقلتيها الدمع حتي تخدع من كساها
. . .
فجرت طوقا في اللسان عراها
ماغدق عليها شوقا وإلا وتسدل السقم علي من حماها
. . .
كانت طيفا بلا قبلة ولاهوية تحياها
أغدق عليها لطفا فنال منها غدرا وحصاها
. . .
لم ترعي للأكرمين حرمة ولا فضيلة إلا مزقتهم علي أعتاب غوازي شداها
نفضت العزة والكرامة من نفس وماسواها
. . .
ألهمت العهر عهدا علي جسد بلاها
فصارت في الهوي مسمعا تجتث كل طائي خفض لها من الذل جناح رحماها
. . .
الخسة عهد عليها تكوي بها نار من أواها
غير أن المأوي عندها أن تكون عبدا لمحراب هواها
. . .
الدنيا مال لديها ومجون علي طفرة هواها
لاتسكن الرحمة مقلتيها إلا ويفر منها حصي الدمع علي دفوف شفاها
. . .
غرت بالأنامل دفوف العشق فذابت بكارة النحل وصار العسل غثاها
لوثت الحياة بمطياف هواها فأنكدت من العشق قلب هواها
. . .
زرعت هوث الشك في محراب هواها
وتعبدت في سراديب الحقد لتسقي السم لظهر انحني في معبد هواها
. . .
تملقت العل سلما بدموع وسكرت عن هواها
خدعتهم بما تخفيه من رزيلة فإمتصت رحيق الشهب لتجور علي دنياهم بهواها
. . .
نميمتها بركان يغلي في الشوارع يتراقص عليه غوازي غوازيها
زرعت الشوك في الواحة الخضراء كالبارود لينمو في جسد نماها
. . .
هي الدنيا ليس لها قلبا يفيض حبا ومالدنياها إلا هواها
آفة الكذب تتراقص علي أنيابها لتصغر خديها كبرا من هواها
. . .
شوهت الفضيلة علي ألسنة الخاطئين فذاب عصرها في زمن النمامين علي هواها
لسانها كزلومة فيل وخطاها كخطي عذرائيل ولبساها أسود كقبض الريح المخيف كهواها
. . .
حبت كرضيع يغدق علي نهد أمه لترتوي لبن تشقي بها العشق سما لهواها
فكل من رضع من لبن هواها عرف أن نقاب تتستر فيه من بدع هواها
. . .
خذلت نفسها قبل أن تخذل رعاها
فدقت علي طفوف الأمل أنامل تعصاها
. . .
سبقت خطاياها كل ضحاياها لتنجو من مجونها وخذاها
فإرتعشت علي أنامل الغدر كئوس أزلت هواها
. . .
سبحان كاشف الستر إذا أصر الهوي علي أن يظل في ضحاها
ربت العشق فنسجت أكفان هواها مابين فجورها وخذلان تقواها
أ. أبو المجد الجمال
جمهورية مصر العربية
مجلة العربي الأدبية