"فِي رِحَابِ النُّورِ"
كتبت أ. ميادة نور :
يَا قَارِئَ السَّطْرِ مُتَفَضِّلٌ
أَسَرَبُلْ إِلَيْكَ مِنَ الشُّكْرِ قَوَافِلُ
مُطَرَّزَةٌ عَلَى صَحَائِفِ الْبِرِّ وَ الْإِحْسَانِ
نَبْتَدِرُ الْمَقَالَ تَهْلِيلًاً وَ تَسْبِيحًاً وَ تَعْظِيمًاً
لِمَالِكِ الْأَفْئِدَةِ وَ الْأَنْفَاسِ
مَنْ عَزَّ لَهُ مَثَلًاً وَ مَشِيئَتُهُ لَا مَرَدَّ نَافِذَةً
نَامُوسٌ لَا يَحِيدُ حَوْلًاً وَ لَا يُدْرِكُهُ إِبْدَالُ
ثُمَّ نُلْهَجُ خَبَرًاً بِخَاتَمِ الْمُرْسَلِينَ
الْهَاشِمِيُّ الْعَدْنَانُ ابْنُ الْأَكْرَمِينَ
مَنْ لَمْ يَحْوِهِ وَصْفًاً
وَ أَعِيّ الضَّادُ عَلَى بَلَاغَتِهَا قَصْرًاً
فِي فَخْرِ نَسَبِهِ يَذْهَلُ الْجُلَّاسُ مَشْدُوهِينَ
الْمُصْطَفَى الْمُنْتَقَى أَيْقُونَةُ الزُّهْدِ
مَنْ كَانَ رِبًاً لِكُلِّ مَكْرُمَةً
لَمْ يَطْمَعْ فِي كَسْرِ إِنْسَانِيَّتِهِ
بَلْ كَانَ لَهَا تِبْيَانًاً وَ فَصْلٌ مُبِينٌ
مَنْ رَفْعَ قَدْرِهُ بِالْإِخْفَاضِ
كَحُبْلَى السَّنَابِلِ بِالطَّيِّبَاتِ
لَا يَسْتَخِفُّهَا الْهَوَى وَ لَا تَتَمَنْطَقُ شُمُوخُ الْخَوَاءِ
الرَّيَّانُ الْجَارِي بِالْفَيَّاضِ
لَا يُسْأَلُ عَنْ أَجْرٍ فِيمَا أَفَاضَ
مَنْ شَاوَرَ فِي الْأَمْرِ وَ جُنَحَ لِلرِّفْقِ
وَ أَقَرَّ الرَّحْمَةَ نُسُكٌ وَ عِمَادٌ
ذَاكَ مُحَمَّدًاً لَبِنَةً صَرَّحَ النُّبُوَّةِ
مِنْ وَحَدَ الْوَرَى عَلَى اخْتِلَافِهِمْ أُمَّةً
مَنْ بَعَثَ لِلْخَلْقِ كَافَّةً
حَتَّى الْجَانَّ وَ مَا أَخْفَى
وَ ذَوَاتُ الْأَجْنِحَةِ وَ النَّابِ وَ الظُّفْرِ
وَ أَرْبَابُ الدَّبِيبِ فِي جَوْفِ كُلِّ فِجْ
فَصَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا
كَمَا وَرَدَ فِي الْإِحْكَامِ الْمُنَزَّلِ
يُبَلِّغُهُ وَ آلِهُ وَ يُعَظِّمُ أَجْرَكُمْ
ذَا وَعْدًاً حَقًّاً مِنَ الْمَلِيكِ الْأَقْدَرِ
الْمُسْتَوِي عَلَى الْعَرْشِ، وَ لَهُ نَسْجُدُ
ثُمَّ خِتَامًاً الْغُفْرَانَ نَسْأَل
عَنْ خَطَأِ الذُّلْلِ لَا نَتَرَفَّعُ
وَ نَحْتَسِبُ فَقِيرٌ مَحَابِرِنَا ضَرَاعَةً
بِهَا لِلشَّفَاعَةِ نَعَجِّلُ
أ. ميادة أحمد
جمهورية مصر العربية
مجلة العربي الأدبية